نصائح

من الأقوى: هيكل السيارات القديمة أم الحديثة؟

من المعتقدات الراسخة لدى كثير من قائدي السيارات هي أن السيارات القديمة أصلب وأقوى من السيارات الحديثة على صعيد الهيكل، ويؤكد هؤلاء السائقين على هذا الأمر بسيارات قديمة قد أصطدمت أمامهم فلم يصبها إلا انبعاج بسيط، في حين تجد السيارات الجديدة قد تهشمت بالكامل، فما صحة هذا الاعتقاد؟  

 

أجاب خبراء السيارات قائلين أن هذا الاعتقاد صحيح من الناحية النظرية، لأن السيارات القديمة كانت تعتمد على هيكل مبني على عوارض فولاذية صلبة تمتد من أوّل السيارة إلى آخرها، تحميها أثناء الإصطدامات. 

لكن من الناحية الهندسية، فإن هذا النوع من الهياكل، يحمي فقط السيارة لكنه لا يحمي الركاب داخلها إطلاقاً، لأن تأثير التصادم ينتقل للركاب بكامله في وقت وجيز للغاية من دون تخفيف، وفي حين أنه لا يظهر للعيان تأثير الحادث على بنية السيارة، ولكن عند النظر لحالة الركاب نجد تأثير الحادث واضحاً في أجسادهم.

 

أما السيارات الحديثة، فإنه مع التطور التقني الكبير في هندسة السيارات، فقد ظهر ما يعرف بهندسة الهيكل الأحادي ذات مناطق التهشّم المحدّدة مسبَقاً والذي يُستخدم على جميع السيارات الحديثة.

هذا الهيكل الجديد يضحّي بجسم السيارة لحماية الركاب عبر إمتصاص جزء كبير من طاقة التصادم قبل أن تصل للمقصورة، حيث قد لا تنجو السيارة من الحادث ولكن احتمال نجاة الركاب يكون كبيراً. 

وتعتمد هذه الهندسة على مبدأ بسيط وهو بدلاً من أن تتوقف السيارة فجأة في لحظة وجيزة من الزمن، يمكن لمناطق التهشم في الهيكل زيادة الوقت المستغرق في التصادم من خلال عمليات التشوه التي تحصل فيها، وبالتالي تقلل من قوة التصادم بشكل كبير وتحمي الركاب من الأضرار الجسدية.

وهكذا نرى فإنه على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن السيارات الحديثة أفضل بكثير من السيارات القديمة خاصة في نواحي السلامة والأمان، وإن التواء أعمدة الهيكل وتشظي الزجاج وتكسر البلاستيك في السيارة الحديثة أثناء الإصطدام ليست ناتجة عن ضعف الهيكل، بل هي أفعال محددة مسبقاً من قبل الشركات المصنعة تهدف إلى تخفيض قوة التصادم من أجل حماية الركاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى